في المملكة العربية السعودية، تعتبر قضايا الحضانة من القضايا الحساسة والمهمة، حيث يتطلب حلها بشكل سريع وعادل مراعاة مصلحة الطفل أولاً. حيث تتزايد الحاجة إلى رفع دعوى حضانة مستعجلة عندما يكون هناك خطر على سلامة الطفل أو حقوق أحد الوالدين، مما يستدعي تدخلًا فوريًا من القضاء. في هذا المقال، سوف نستعرض الإجراءات القانونية المتبعة في رفع دعوى حضانة مستعجلة في السعودية، وأهم الجوانب التي يجب أن يعرفها الأهل لضمان حماية حقوقهم وحقوق أطفالهم في هذا النوع من الدعاوى. 

كيفية رفع دعوى حضانة مستعجلة في السعودية 

رفع دعوى حضانة مستعجلة في السعودية يتطلب اتباع خطوات قانونية دقيقة لضمان سير الإجراءات بشكل صحيح وسريع. وفيما يلي الخطوات الأساسية التي يجب اتباعها لاجراءات رفع دعوى حضانة مستعجلة:

تحضير المستندات اللازمة

هوية المدعي: يجب على المدعي تقديم نسخة من بطاقة الهوية الوطنية.

عقد الزواج: إذا كان الطرفان ما زالا متزوجين.

شهادة الطلاق: إذا كان الطرفان مطلقين.

شهادة ميلاد الطفل: لإثبات عمر الطفل وعلاقته بالوالدين.

أدلة تثبت الأهلية: مثل شهادات حسن السيرة، أو شهادات من المدرسة أو الطبيب تؤكد الحالة الصحية أو النفسية للطفل.

كتابة عريضة الدعوى

 يجب أن تحتوي العريضة على بيانات المدعي والمدعى عليه.

 توضيح الأسباب التي تدعو لطلب الحضانة المستعجلة، مثل وجود خطر على الطفل أو تعرضه لإهمال أو سوء معاملة.

توضيح المطالبات المحددة التي يسعى المدعي للحصول عليها من المحكمة.

تقديم الدعوى

– يتم تقديم الدعوى عبر المحكمة المختصة بشؤون الأسرة في المنطقة التي يقيم فيها الطفل.

 يمكن تقديم الدعوى إلكترونيًا عبر بوابة ناجز التابعة لوزارة العدل السعودية.

تحديد موعد الجلسة

 بعد تقديم الدعوى، تقوم المحكمة بتحديد موعد جلسة مستعجلة.

 في القضايا المستعجلة، يتم تحديد موعد قريب للجلسة، نظرًا لحساسية القضية وأهمية اتخاذ قرار سريع.

الحضور أمام المحكمة

 يجب على المدعي الحضور أمام المحكمة في الموعد المحدد، وتقديم الأدلة والشهادات التي تدعم دعواه.

 يمكن للمحكمة استدعاء الشهود أو طلب تقارير إضافية من جهات مختصة إذا لزم الأمر.

قرار المحكمة

 بعد استماع المحكمة لكافة الأطراف ودراسة الأدلة المقدمة، تصدر المحكمة حكمًا مستعجلًا بشأن الحضانة.

 قد يكون القرار مؤقتًا حتى يتم النظر في القضية بشكل أكثر تفصيلًا في جلسات لاحقة.

 

رفع دعوى حضانة مستعجلة في السعودية يتطلب دقة في تحضير المستندات وتقديم الأدلة المناسبة لضمان حماية حقوق الطفل وحصول الوالد المستحق على الحضانة بسرعة ودون تأخير.

شروط رفع دعوى حضانة مستعجلة 

لرفع دعوى حضانة مستعجلة في السعودية، يجب استيفاء مجموعة من الشروط لضمان قبول الدعوى ومعالجتها بسرعة من قبل المحكمة. هذه الشروط تشمل:

 

وجود مبرر قانوني للاستعجال

يجب أن يكون هناك سبب قوي ومقنع لطلب الحضانة المستعجلة، مثل وجود خطر يهدد سلامة الطفل أو تعرضه لإهمال أو إساءة.

قد تشمل الأسباب المبررة للاستعجال حالات الطوارئ الصحية، أو التعرض لعنف منزلي، أو سوء معاملة الطفل من قبل أحد الوالدين.

تقديم أدلة موثوقة

يجب تقديم أدلة قوية تدعم الدعوى وتثبت الحاجة إلى الحضانة المستعجلة. يمكن أن تتضمن هذه الأدلة تقارير طبية، شهادات من مؤسسات تعليمية، أو شهادات من شهود. كما يجب أن تكون الأدلة المقدمة حديثة وتوضح الحالة الراهنة للطفل.

أن يكون المدعي من الأشخاص الذين لهم حق في الحضانة

فقط الأشخاص الذين لهم حق قانوني في حضانة الطفل (مثل أحد الوالدين أو الجد أو الجدة) يمكنهم رفع دعوى حضانة مستعجلة. كما يجب على المدعي تقديم ما يثبت علاقته القانونية بالطفل، مثل شهادة الميلاد.

الإجراءات القانونية الصحيحة

يجب أن يتم تقديم الدعوى وفقًا للإجراءات القانونية المعتمدة في المحاكم السعودية.

يشمل ذلك كتابة عريضة الدعوى بشكل صحيح، وتقديمها إلى المحكمة المختصة.

عدم وجود دعوى حضانة سابقة قائمة

إذا كانت هناك دعوى حضانة سابقة لم يتم الفصل فيها بعد، فقد لا يتم قبول الدعوى المستعجلة إلا إذا ظهرت ظروف جديدة تستدعي ذلك.

من المهم إعلام المحكمة بأي دعاوى قضائية أخرى تتعلق بالطفل.

محاولة التوصل إلى تسوية

في بعض الحالات، قد تطلب المحكمة من الأطراف محاولة التوصل إلى تسوية ودية قبل النظر في الدعوى.

إذا تعذر التوصل إلى اتفاق ودي، يمكن للمحكمة الانتقال إلى النظر في الدعوى المستعجلة.

 

تأكد من استيفاء هذه الشروط وتقديم جميع المستندات والأدلة المطلوبة لضمان معالجة دعوى الحضانة المستعجلة بسرعة وحماية حقوق الطفل.

ترتيب الحضانة وفقاً لما جاء في النظام السعودي

ترتيب الحضانة وفقًا لما جاء في قانون قضايا الاحوال الشخصية  يتبع قواعد واضحة تحدد أولويات الحضانة وحقوق الأفراد المعنيين. هذا الترتيب مبني على الأحكام الشرعية والقانونية التي تهدف إلى حماية مصالح الطفل وضمان رعايته في بيئة مستقرة وآمنة. وفقًا للنظام السعودي، ترتيبات الحضانة تتضمن ما يلي:

1- الأم

الأولوية الأولى: تعطي القوانين السعودية الأولوية للأم في الحضانة حتى بلوغ الطفل سن السابعة (للذكور) وسن التاسعة (للاناث)، ما لم يكن هناك سبب شرعي أو قانوني يمنع ذلك.

استمرار الحضانة: بعد هذه الأعمار، قد تستمر الحضانة للأم إذا كانت في مصلحة الطفل، أو يمكن أن يتم تعديل الحضانة وفقًا لاعتبارات المحكمة.

2- الأب

الأولوية الثانية: إذا لم تكن الأم مؤهلة للحضانة بسبب مشاكل قانونية أو صحية، يتم منح الحضانة للأب.

الحقوق والواجبات: للأب حقوق محددة في الرعاية والوصاية على الطفل، بما في ذلك اتخاذ القرارات الأساسية المتعلقة بتربية الطفل وتعليمه.

3- الأقارب من الدرجة الأولى

الجد والجدة: في حالة عدم وجود الأم أو الأب كأوصياء، يمكن للجد والجدة من جهة الأب أو الأم طلب الحضانة.

الترتيب: إذا كان الجد من جهة الأب موجودًا، فهو يأتي بعد الأب في ترتيب الحضانة، ثم الجدة من جهة الأب، ثم الجد من جهة الأم، ثم الجدة من جهة الأم.

4- الزوجة الثانية

الزوجة الثانية للأب: قد يكون لها دور في رعاية الطفل إذا كانت تعيش مع الأب وتلتزم بمتطلبات الرعاية.

شروط: لكن، دورها لا يعوض عن دور الأم أو الأب، بل يأتي في حالة عدم وجودهم.

5- الظروف الخاصة

الاعتبارات القضائية: المحكمة تأخذ في اعتبارها المصلحة الفضلى للطفل عند اتخاذ قرارات الحضانة.

التقارير الطبية والاجتماعية: يمكن أن تطلب المحكمة تقارير من جهات مختصة لدراسة الحالة الاجتماعية والنفسية للطفل.

6- التعديلات على الحضانة

المراجعة والتعديل: يمكن أن يتم تعديل ترتيب الحضانة بناءً على تغييرات في الظروف أو طلبات من الأطراف المعنية، إذا كانت هناك مبررات قانونية.

التقارير والبيانات: المحكمة تراجع جميع الأدلة والبيانات المقدمة لتحديد ما هو في مصلحة الطفل.

 

وبالتالي تحدد المحكمة دائمًا القرارات بناءً على المصلحة الفضلى للطفل، مع مراعاة كافة الظروف والأدلة المقدمة.

متى تسقط الحضانة عن الأم في السعودية؟

في السعودية، تسقط الحضانة عن الأم في حالات محددة بناءً على نصوص قانونية وأحكام شرعية. تسقط الحضانة عندما يتبين للمحكمة أن الأم غير قادرة على توفير بيئة صحية وآمنة للطفل بسبب مشكلات قانونية أو صحية، مثل مرض نفسي مزمن أو إدمان، أو في حالة الزواج من شخص غير مؤهل لرعاية الطفل. أيضًا، تسقط الحضانة إذا كانت الأم قد ارتكبت أفعالًا تعتبر ضارة بالطفل، مثل تعريضه للخطر أو الإهمال الجسيم أو تعريضة لشكل من أشكال العنف الأسري. 

إضافة إلى ذلك، يمكن أن تسقط الحضانة إذا كانت الأم قد تعرضت للطلاق النهائي وتثبت المحكمة أن الحضانة من قبل طرف آخر مثل الأب أو الأقارب الأقرب هو الأصلح للطفل. في جميع هذه الحالات، تُعقد المحكمة جلسات للنظر في جميع الأدلة والشهادات قبل اتخاذ قرار بشأن نقل الحضانة لضمان تحقيق مصلحة الطفل الفضلى.

تابع المدونة

أسئلة شائعة حول رفع دعوى حضانة مستعجلة 

هل الحضانه من القضايا المستعجله؟ 

نعم، الحضانة تعتبر من القضايا المستعجلة.

كيف ارفع دعوى حضانة مستعجلة؟ 

يمكنك رفع دعوى حضانة مستعجلة عن طريق تقديم طلب للمحكمة المختصة مع الوثائق المطلوبة مثل إثبات العلاقة بالطفل وأي مستندات تدعم طلبك.

ماذا اكتب في اسباب طلب الحضانه؟ 

اكتب أسباب طلب الحضانة مثل مصلحة الطفل، الاستقرار النفسي، والقدرة على توفير الرعاية المناسبة.

متى يحكم القاضي بالحضانه للام؟ 

يحكم القاضي بالحضانة للام إذا كانت في مصلحة الطفل وتأمين احتياجاته النفسية والجسدية.

 

في ختام مقالنا عن رفع دعوى حضانة مستعجلة، نجد أن الإجراءات القانونية تتطلب دقة واهتمامًا بالغين لضمان حماية حقوق الطفل وضمان استقرار حياته.حيث يتطلب رفع دعوى حضانة مستعجلة تقديم أدلة قوية وموثوقة تبرر الحاجة للاستعجال، فضلاً عن اتباع الإجراءات القانونية بدقة لتفادي التأخير. من خلال الالتزام بالخطوات الصحيحة، يمكن للأهالي ضمان أن يتم التعامل مع قضايا الحضانة بشكل سريع وفعّال، مما يساهم في توفير بيئة آمنة ومستقرة للأطفال. إن اهتمام النظام القضائي السعودي بمصلحة الطفل يعكس التزامه بحماية حقوق الأفراد وضمان العدالة في كافة القضايا المتعلقة بالأسرة. وأخيرا  عليك اختيار مكتب المحامي خالد بن عبد الله لضمان حصولك على الدعم والتمثيل القانوني الذي تحتاجه في قضاياك ومشاكلك القانونية المختلفة.